تتلخص قصة مزرعة الحيوانات بتمرد الحيوانات ضد صاحب المزرعة ونجاح ثروتهم وتحقيق ما يريدون . إلا أن الأهداف التي من اجلها ضحى معظم الحيوانات قد هددت عندما أساء من هم في السلطة استعمالها . وبذلك فان استعمال العنف لتغيير واقع الحيوانات كان في غير محله .
ويتساءل كبير الخنازير الذي أوشك على الموت بعد أن جمع حيوانات المزرعة ليتحدث إليهم للمرة الأخيرة قائلا: ( ما هي طبيعة هذه الحياة التي نعيشها ؟ ويجب بنفسه على السؤال بان على الحيوانات جميعا الاعتراف بان حياتهم تعيسة ، مملة ، قصيرة ، ولا تخلو من العمل المتواصل .
وهم أي الحيوانات لا يأخذون مما ينتجون إلا النذر اليسير، (إن الذي تأخذونه أيها الحيوانات إنما هو ما يكفيكم لان يبقى النفس في صدوركم. أما أؤلئك القادرين على العمل منكم فهم يجبرون على العمل حتى أخر ذرة من قوتهم . وعندما تخور قواهم فان تكريمهم الوحيد هو أن تسير حد السكين على نحورهم بقوة وجمود ليس له مثيل. إنكم يا معشر الحيوانات لا تفتقرون إلى الحرية فحسب بل تفتقدون إلى السادة أيضا . إن حياتكم جميعا ما هي إلا سلسلة من الماسي وهذه هي الحقيقة الواضحة. )
ويتابع كبير الخنازير قائلا: ( يقال يا معشر الحيوانات أن أرضنا هذه التي نعيش عليها فقيرة الإنتاج لدرجة أننا لا نستطيع تأمين الحياة الكريمة لكل من يدب عليها. إن جوابي أيها الرفاق لمن يدعي ذلك هو النفي القاطع: هذه الأرض الخصبة ، وهذا المناخ الجميل والعوامل الأخرى المتوفرة تكفي لسد حاجيات أضعاف الأعداد الموجودة حاليا .
والسؤال الآن لماذا سنضل نقبع في حالة مأساوية كهذه ؟ والجواب على ذلك سهل وبسيط: إن معظم إنتاجنا مسروق من قبل بني الإنسان ومشاكلنا كلها، أيها الرفاق، في ما يقول كبير الخنازير، يمكن تلخيصها في كلمة واحدة --- الإنسان.
الإنسان هو عدونا الوحيد الذي يجب أن نصارعه إذا استطعنا التخلص من استغلال الإنسان لنا فان أسباب الجوع والحرمان وساعات العمل الطويلة المضنية التي نعاني منها سوف تزول مرة واحدة والى الأبد.
إن الإنسان أيها الرفاق ، إنما هو الكائن الوحيد الذي يستهلك دون أن ينتج ، انه لا يعطي حليبا كالأبقار / ولا يبيض كالدجاج ، ولا يستطيع العدو خلف الأرانب ، ومع ذلك ( أي الإنسان ) سيد جميع الحيوانات يأمر وينهى ولا احد منا يستطيع أن ينبس ببنت شفة . ألا تجدون معي، أيها الرفاق، أن مصدر مآسوالتمرد.هي تابعة من ظلم الإنسان لنا معشر الحيوانات.
والحل يا رفاقي له ثمن يساوي ثمن الثورة والتمرد . رسالتي لكم يا رفاق أن تثوروا على وضعكم وتذكروا ما يلي: كل بني الإنسان أعداء، وكل الحيوانات رفاق. تذكروا دائما، ونحن في صراعنا ذد الإنسان أن لا نتشبه به. حتى عندما يتم لنا النصر عليه، يجب علينا أن لا نتبنى خصاله الرذيلة، يجب أن لا يسكن أي حيوان بيتا أو ينام في سرير، أو يلبس ثيابا أو يتعاطى الخمر أو يدخن أو يلمس نقودا أو يتعاطى في التجارة. إن جميع عادات الإنسان إنما هي جملة من الشرور التي نحن بغنى عنها. تذكروا أيها الرفاق انه يحرم على حيوان أن يظلم حيوانا آخر، سواء كان قويا أو ضعيفا ذكيا أو بسيطا، إننا جميعا إخوة . ويحرم على أي حيوان أن يقتل أخاه الحيوان. إن جميع الحيوانات متساوية.
اتحدت الحيوانات جميعا وتمردت على صاحب المزرعة ( السيد جونز ) ونجح تمرد الحيوانات وذلك بطرد الإنسان من المزرعة وتولت الحيوانات زمام الأمور السياسية في المزرعة . ولخص دستور المزرعة نظام المزرعة الجديد تحت القيادة الجديدة الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يلي:
1- كل من يدب على اثنين بدون أجنحة فهو عدو. كل من يسير على أربعة أو له أجنحة فهو رفيق.
2- سوف لا يرتدي معشر الحيوانات الملابس، آو ينامون في الأسرة أو يعاقرون الخمر، أو يقاتلون غيرهم من الحيوانات.
3- تعامل جميع الحيوانات بالتساوي
لم يدم الأمر طويلا إذ أخذت القيادة السياسية المتماثلة بالخنازير تتصارع مع بعضها البعض وأخذت القرارات القديمة تتغير رويدا وانقلب الأمر رأسا على عقب . أما بند الدستور فقد أخذت الشكل التالي :
1- من يدب على اثنين شيء جيد ولكن من يدب على أربعة أو له أجنحة فهو أجود.
2- سوف لا يرتدي معشر الحيوانات ملابس مخيطة أو ينامون في أسرة بشرشف أو يعاقرون الخمر حتى فقدان الوعي ، ولا يقتلون بعضهم البعض بغير سبب .
3- تعامل جميع الحيوانات بالتساوي، إلا أن بعض الحيوانات تكون أكثر مساواة من غيرها.
تشير مزرعة الحيوانات إلى ربط العنف بالصراع من اجل الحصول على القوة وتدل القصة دلالة واضحة على أن العنف نفسه يتضمن في ثناياه قيم متعددة الجوانب والأهداف والصراعات التي تؤدي إلى تحطيم العلاقة القائمة بين الوسائل والأهداف . مما يؤدي بالتالي إلى تحطيم المجتمع ككل . في هذه الحالة يكون استعمال العنف موجه لتغيير وضع من الأوضاع السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية إلا انه يغير الوضع إلى وضع أكثر عنفا مما كان عليه قبل استقدام أو استعمال العنف نفسه.أو قد لا يقوي المجتمع على أن يعيش في عنف جديد اعنف من السابق بل يضطر إلى آن يتحطم تلقائيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق